حاوره : محمد الرحاحلة.
كان نجما يلمع في سماء الرياضة الاردنية ولم يتوقف عنان نجوميته على المستوى المحلي ليصبح إسما لامعاً من أسماء نجوم الرياضة العربية والاسيوية.
إحتل مكانة مرموقة في لعبة كرة السلة واختير (10) مرات كأفضل لاعب عربي وثلاث مرات كأفضل لاعب اسيوي ، كما دخل قائمة الكبار واختير من افضل اللاعبين الاسيوين في مختلف الرياضات.
حكايته مع منصات التتويج إنحصرت في إعتلائها فكان نجما للنادي الارثوذكسي وقائد الجيل الذهبي للعبة كرة السلة الاردنية ، الجيل الذي سجل انجازات كبيرة لا يمكن ان يمحيها الزمن.
مسيرته كلاعب كانت حافلة بالانجازات ويكتب له أنه أول لاعب كرة سلة اردني يحترف خارجياً ولم تكن مسيرته لتتوقف بعد الاعتزال بل واصل التألق كمدرب مع النادي الارثوذكسي وحقق إنجازا تاريخياً للسلة الاردنية عندما قاد منتخب الناشئين إلى نهائيات كأس العالم في اليونان وحقق التميز مع المنتخب الوطني أثناء قيادته قبل أن يجني ثمار ذلك عندما أصبح أول مدرب اردني يحترف التدريب ويؤكد حضوره بقوة ويقود الفرق اللبنانية بكل تميز.
عندما نذكر تاريخ السلة الاردنية فلا بد لنا من التوقف عند عائلة بركات التي أنجبت العديد من النجوم والتي ينحدر منها ضيف زاويتنا فأشقائه الخمسة مارسوا الرياضة وترك من يخلفه في الملاعب بتواجد نجلتيه ماسه ومرح مع المنتخب الوطني لكرة السلة وربما ينطبق عليه مثل (ثلثين الولد لخاله) ، حيث يعتبر خاله محمد جميل ابوالطيب من أبرز الرياضيين الاردنيين وصاحب الانجازات التاريخية في ام الالعاب.
النجم مراد برك ات اطل على قراء (الدستور) وجمهوره الكبير في حوار مطول تناول خلاله حياته الرياضية وابرز الانجازات التي حققها كلاعب ومدرب الى جانب تطرقه للعديد من المواضيع المتعلقة بلعبة كرة السلة الاردنية.
حكاية المشوار.
سرد الكابتن مراد بركات حكاية مشواره مع اللعبة قائلا: البداية كانت في عام (1968) في مركز شباب جبل عمان وبعدها بعام لعبت في صفوف نادي الاردن لموسم واحد لأتجه الى النادي الارثوذكسي في عام (1971) ، ومعه بدأت مشوار التميز والتألق وبقيت في صفوفه لغاية الاعتزال عام (1992) وتم تعييني عقب الاعتزال مدربا للارثوذكسي واشرفت على تدريبات الفريق في الفترة 93( - 99).
واضاف بركات : بأن فترة اشرافي على تدريب الارثوذكسي تخللها الاشراف على تدريبات المنتخب الوطني للناشئين وحققت معه انجازا تاريخيا بالحصول على برونزية البطولة الاسيوية والتأهل الى نهائيات كأس العالم في اليونان عام (1998) ، كما اشرفت في ذات الفترة على تدريبات المنتخب الوطني الاول وقدته في العديد من المحافل الخارجية.
وتابع بركات في عام (1999) دخلت في ميدان الاحتراف التدريبي وعندها قررت قبول عرض نادي زحلة الل بناني ، حيث كان وقتها أحد فرق المؤخرة في الدوري اللبناني ونجحت في قيادته خلال ثلاث مواسم والمنافسة معه على ألقاب البطولات اللبنانية ، وفي عام (2003) انتقلت للاشراف على تدريبات فريق الانترانيك اللبناني.
واردف بركات في عام (2004) عدت الى الاردن في مهمة تدريبية جديدة وهي الاشراف على تدريبات فريق نادي زين (فاست لينك سابقا) وهو ناد جديد العهد في ذلك الوقت ونجحت في قيادته الى الالقاب خلال الموسم نفسه والذي يليه.
وعقب ذلك وقعت عقد مع نادي زين لأتولى مهمة الادارة الفنية لفرق النادي وما زلت مرتبط بهذا العقد حتى هذه الايام.
سجل حافل بالانجازات.
يملك الكابتن مراد بركات سجلا مليئا بالانجازات خلال مشواره كلاعب ومدرب ، إذ ذكر أبرز ما حققه كلاعب قائلا: خلال مشواري مع النادي الارثوذكسي توجت معه بـ(17) لقب محلي الى جانب بطولات الشباب والناشئين ، كما حققت العديد من الانجازات على الصعيد العربي والاسيوي بالحصول على المركز الثاني في بطولة العرب عام (87) في سورية ورابع بطولة الاندية الاسيوية في الفلبين ، مضيفاً : (على صعيد المنتخب الوطني حققت العديد من الانجازات ابرزها ا لحصول على المركز الثالث في بطولة شباب العرب عام (79) والمركز الثاني في البطولة العربية التي إستضافها الاردن عام (83) وكان الانجاز الابرز نيل الميدالية الذهبية في الدورة العربية في المغرب عام (85) ومن ثم الحلول في المركز الرابع في البطولة الاسيوية في كوريا الجنوبية وتلا ذلك الحصول على بطولة السيف الذهبي في الامارات وفي عام (89) الفوز بوصافة بطولة العرب في سورية وذات المركز عام (92) في الدورة العربية.
وعن الانجازات التي حققها كمدرب قال بركات: قدت فريق الارثوذكسي الى منصة التتويج (6) مرات في بطولة الدوري المحلي ومرتين مع النادي زين (فاست لينك سابقا) ، وقدت المنتخب الوطني تحت سن (18) عاما عام (95) الى تحقيق المركز الثالث في نهائيات آسيا والتأهل به الى نهائيات كأس العالم التي اقيمت في اليونان عام (98) حيث أعتبر إنجازاً مميزاً للسلة الاردنية.
واضاف خلال اشرافي على تدريبات المنتخب الوطني الاول قدته إلى العديد من الانجازات ، حيث توجت معه بلقب غرب اسيا مرتين وبطولة الملك عبدالله الثاني عام (2003) وبطولة قطر الدولية في العام الذي يليه.
تجربة الاحتراف والتحدي.
يقول مراد بركات : أفخر بأنني أول لاعب ومدرب اردني يخوض تجربة الاحتراف الخارجي ، إذ إحترفت في عام (92) مع نادي المركزي (السنترال) اللبناني وتشكلت لدي فكرة جيدة عن مستوى اللعبة في لبنان وطموح بالعودة الى هناك وخوض هذه المغامرة مرة اخرى ، إذ شاءت الاقدار ان اعود الى الدوري اللبناني كمدرب محترف ، فكنت دائم البحث عن التطور ورحلت من النادي الارثوذكسي لتدريب فريق زحله اللبناني وكان من اندية (البقاع) هناك ومن هنا بدأت رحلة التحدي في تحقيق حضوري كمدرب وتمكنت من ذلك بعد أن قدت الفريق الى المراكز المتقدمة وبدأ في المنافسة بعد ثلاث مواسم على ألقاب البطولات اللبنانية.
وعلى إثر ما قدمته مع فريق زحلة تلقيت عرضا تدريبيا من مواطنه الانترانيك وكانت تجربة موفقة قبل العودة الى عمان وخوض تحد جديد مع نادي زين تكلل بالنجاح.
وسام الاستحقاق.
تحدث بركات عن الذكريات والمحطات التي يفخر بها في حياته الرياضية قائلا: جميع ما حققته مع المنتخب والاندية الاردنية تعتبر محطات فخر واعتزاز في مسيرتي وعلى الصعيد الشخصي افخر بتكريم جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه بمنحي وسام الاستحقاق عام (1992) .
كما افتخر واعتز بأختياري كأفضل لاعب كرة سلة عربي على مدار عشرة اعوام واختياري افضل لاعب اسيوي ثلاث مرات والدخول في قائمة افضل (10) رياضيين عرب واسيويين والمساهمة في تأسيس رابطة اللاعبين الدوليين باشراف سمو الاميرة هيا بنت الحسين.
(هلال) يمنحني الثقة.
تطرق بركات الى حياته الاسرية والمرتبطة بالرياضة وتحدث: نحن خمسة اشقاء وجميعنا يهوى لعبة كرة السلة وفي مراحل العمر المبكرة كنا نقيم مباريات ونتنافس فيما بيينا الى جانب تشكيل فريق ونخوض مباريات مع فرق اخرى.
شقيقي هلال كان رفيق مشواري السلوي في المنتخب والارثوذكسي ، ووجوده الى جانبي كان يمنحني القوة والثقة ، سيما واننا كنا على درجة عالية من التفاهم والانسجام على ارض الملعب.
الجيل الذهبي مميز.
يصف بركات الجيل الذهبي الذي عاصره وحقق معه العديد من الانجازات للعبة بالجيل المميز بكل شيء ويقول: فقد كان جيلا رائعا نجح في تحقيق العديد من الانجازات وكلمة الذهبي التي اطلقت عليه لم تكن فقط لانجازاته فهو جيل كان يملك روح الفريق الواحدة والانتماء والولاء للمنتخب واللعبة الى جانب تميزهم بالاخلاق والثقافة وعدم وجود النزعات الشخصية.
الصفات السابقة من الصعب أن تتوفر في أي فريق وكانت عاملا هاما من عوامل نجاحه وارتقائه بكرة السلة الاردنية ووضعها في موقع متقدم على الخارطة العربية والاسيوية.
وعن الجيل الحالي يقول بركات الجيل الذي يقود اللعبة حاليا لا يمكن التشكيك بتميزه ولكن ما حققه من انجازات هي اقل ما يمكن ان يحقق في ظل الدعم المالي الوفير الذي يقدم له وتوفير جميع الظروف الملائمة لتحقيق الحضور المميز في البطولات.
وأكد بركات لو ان الدعم المادي الذي وفر للمنتخب الحالي قدم للجيل الذهبي لحقق انجازات كبيرة وتاريخية للسلة الاردنية.
وفي معرض حديثه نصح بركات اللاعبين الحاليين بالبحث عن الانجازات اولا ومن ثم الامور المادية إذ يقول: يأتي المال بعد الانجاز وليس العكس.
اتمنى التوفيق للمنتخب.
تمنى بركات التوفيق للمنتخب الوطني لكرة السلة خلال مشاركته الهامة في بطولة اسيا قائلاً: أتمنى أن يقدم المنتخب أداءً جيداً خلال البطولة والمنافسة بقوة على واحدة من البطاقات الثلاث المؤهلة الى نهائيات كأس العالم في تركيا (2010) ، لأن ذلك سيعود بالنفع على السلة الاردنية بأكملها ويفتح لها ابوابا جديدة للتميز والتألق.
واضاف بركات بأن المنتخب قد خضع الى مراحل اعداد جيدة كلفت اتحاد اللعبة مبالغ كبيرة مبينا بأن طريق الاعداد بلا حساب والانظار ستكون متجه صوب الصين الشهر المقبل خلال البطولة الاسيوية.
لست باحثا عن المناصب.
وفي معرض رده على استفسار (الدستور) حول أسباب إبتعاده عن المناصب الادارية على الرغم من السجل الحافل الذي يملكه اجاب بركات: انا لست باحثا عن المناصب الادارية بل انا رجل ميدان اعشق العمل التدريبي وابتعد عن الاداري ولو طلب مني ان اعود الى الميدان لن اتردد في ذلك وفي اي موقع.
ويضيف بركات انا ضد الاستعانة بالمدرب الاجنبي للاشراف على المنتخبات الوطنية والاندية ، سيما وان اللعبة تملك مدربين وطنيين على سوية عالية ، انما انا مع الاستعانة بالمدرب الاجنبي لتطوير المدربين المحليين من خلال عقد الدورات المتقدمة والاستعانة بالمدربين الاجانب المميزين فقط لتطوير قدرات مدربينا.
ويردف بركات بأن كل من اشرف على تدريب المنتخبات الوطنية من مدربين محليين واجانب قد سجلوا انجازات للعبة ولو امعنا النظر بما حققه المدرب الوطني نجده اكثر مما حققه الاجنبي.
متخوف من المستقبل.
يقول بركات انا متخوف على مستقبل السلة الاردنية ، ويعود ذلك الى ارتفاع معدل أعمار لاعبي المنتخب الوطني الحالي ومع خروج عدد كبير من اللاعبين في المرحلة المقبلة سيكون هناك نتيجة مباشرة تتمثل في هبوط المستوى ، اذا ما تم الاشارة الى عدم وجود البديل بمستوى موازي للحالي.
ويضيف بركات بأن قلة المتابعة الفنية لتوفير لاعبين بدلاء على سوية عالية والعمل على انشاء جيل جديد هو السبب المباشر لما ستواجهه اللعبة مستقبلاً.
لايوجد انتاج محلي.
أكد بركات بأن اللعبة تعاني منذ فترة من عدم وجود الانتاج المحلي للاعبين واعتبر ان نادي زين هو حامل (هم) السلة الاردنية من خلال استقطابه للعديد من اللاعبين الاردنيين المقيمين بالخارج والاستعانة بهم ، الامر الذي عاد بالنفع على المنتخب الوطني بشكل مباشر.
ويضيف : قلة الانتاج المحلي جاءت سبب ابتعاد المدربين الوطنيين الأكفاء عن ميدان التدريب والاستعانة بدلا منهم بالمدربين الاجانب .. المدرب الاردني يبحث عن الخامات ويعمل جاهدا على تطويرها وتقديمها للعبة على عكس المدرب الاجنبي الباحث عن اللاعب الجاهز.
اندية ال شركات.
يقول بركات بأنه ضد اطلاق مسمى اندية الشركات لأنها اندية مستقلة اداريا وتخضع لقوانين المجلس الاعلى للشباب وما ينطبق عليها ينطبق على غيرها ووجود شركة راعية لنشاطات النادي يمكن ان يقوم به اي ناد مجتهد.
ويشير الى انها ليست السبب الرئيس في ابتعاد الاندية العريقة بل السبب يكمن في التخبط في التعليمات وخاصة المتعلقة بالاحتراف الذي يجب ان يكون مدروسا بصورة اشمل وان تستفيد منه اللعبة بالدرجة الاولى ومن ثم الاندية ويلي ذلك اللاعب.
البطاقة الشخصية
الاسم: مراد عبدالرزاق عبدالرحمن بركات
- سنة الولادة:
1959 - مهندس ميكانيكي
- الحالة الاجتماعية متزوج ولديه اربع بنات اثنتان تمارسان لعبة كرة السلة وهن ماسه ومرح