تحتفى الشاشة الفضية بالبطل أحمد الهوان الشهير بـ"جمعة الشوان" الذي توفى يوم الثلاثاء الماضي، بعرض مسلسل " دموع فى عيون وقحة "، وبعض اللقاءات الإعلامية التي أجراها في أواخر حياته.
ويعتبر مسلسل "دموع في عيون وقحة" من أوائل المسلسلات المصرية التي كشفت عن الجاسوسية وأنشطة المخابرات العامة ودورها في حرب أكتوبر، حيث تدور أحداث المسلسل في عدة دول بين مصر وإنجلترا وفرنسا واليونان، وبطل المسلسل هو جمعة الشوان (اسمه الحقيقي أحمد الهوان) الذي لعب بطولته الفنان عادل إمام، الذى من المقرر أن يتم استضافته فى عدد من برامج التوك شو ليروي قصة البطل الراحل.
وقد ولد أحمد محمد عبد الرحمن الهوان بمدينة السويس فى 1 يوليو 1937 واضطر إلى الهجرة منها هو وعائلته؛ أمه وأخوه وزوجته بعد نكسة 5 يونيو 1967، وهناك فقدت زوجته بصرها نتيجة للقصف الإسرائيلي وتدمير لنش صغير ملكا له.
وحاول أحمد الهوان العمل في القاهرة في السوق السوداء عن طريق بيع المواد التموينية والتي كان محظور التجارة فيها لظروف البلد الاقتصادية السيئة حتى أغلقت كل الأبواب في وجهه فاضطر إلى السفر إلى اليونان لمقابلة رجل أعمال هناك ذكر في المسلسل باسم باندانيدس وهو يملك العديد من سفن الشحن ويدين للهوان بحوال 2000
جنيه، ولكنه لم يكن موجودا في اليونان كخطة من الموساد كي يعاني الهوان ويوافق على أي شيء، وفي اليونان قابل الهوان الريس زكريا (وهو اللواء عبد السلام المحجوب محافظ الاسكندريه الاسبق وكان يعمل وقتها ضابطا بالمخابرات) وحاول إقناعه بالعودة ولكن الهوان لم يستمع له.
وبعد مرور الوقت قرر الهوان العودة إلى مصر لولا أنه عرف أن باندانيدس قد عاد وذهب لزيارته وهناك قام بندانيدس بتوفير فرصة عمل له على إحدى سفنه المتوجهة إلى بريستون بانجلترا.
وهناك تعرف على جوجو الفتاة اليهودية والتي احبها واغرته للعمل معها وبتخطيط من الموساد وبعد سفر السفينة التي كان يعمل عليها لم يكن امامه سوى العمل بالشركة التي يملكها والد جوجو وبها قابله أحد رجال الموساد على أنه سوري واسمه أبو داود (وهو في الحقيقة شمعون بيريز الرئيس الاسرائيلي الحالي) ويعمل بالشركة وطلب منه أن يعود إلى مصر ويجمع بعض المعلومات عن السفن الموجودة بالقناة.
وعندما عاد الهوان إلى مصر قام بفتح محل بقالة لبيع المواد الغذائية واخذ يجمع المعلومات التي طلبت منه ولكن الشك في قلبه أخذ يتزايد فذهب إلى مقر المخابرات العامة المصرية وهناك التقى بالضابط مدحت والذي عرفه بالريس زكريا وحكى له بكل ما حدث معه، حيث قرر التعاون مع المخابرات المصرية لتلقين الموساد درسا تاريخيا.
وبدأ تعاون الهوان مع الإسرائيليين ومعرفة ما يحتاجون إليه وأخبارهم بما يريده المصريون مما جعله جاسوسا هاما بالنسبة لإسرائيل، وبعد حرب 6 أكتوبر المجيدة زادت حاجة الموساد إلى الهوان ولذلك قرر مسئولوه اعطائه أحدث أجهزة الارسال في العالم، والذي كان أحدها بالفعل موجودا بمصر ولم تستطع المخابرات القبض على حامله، وهنا قرر الهوان الذهاب إلى إسرائيل للحصول على الجهاز وهناك قاموا بعرضه على جهاز كشف الكذب والذي تدرب عليه جيدا مما جعله ينجح في خداعهم جميعا ليحصل على أصغر جهاز إرسال تم اختراعه في ذلك الوقت ليكون جاسوسا دائما في مصر.
وبمجرد وصوله إلى أرض مصر وفي الميعاد المحدد للارسال قام بارسال رسالة موجهة من المخابرات المصرية إلى الموساد يشكرهم فيها على الحصول على جهاز الارسال، وهنا انتهت مهمة أحمد الهوان.
وقام الموساد بمحاولة القضاء على جوجو التي وقعت في حب الهوان بجرعة زائدة من المخدرات، ولكنها لم تمت ومن هنا قررت الانتقام فساعدت المخابرات المصرية وقد حضرت جوجو لمصر وأعلنت إسلامها وأطلقت على نفسها اسم فاطمة.
وبوفاته يسدل الستار على حياة البطل أحمد الهوان الذى تدرس حياته فى تاريخ الجاسوسية وخداع أكبر جهاز استخباراتي فى العالم كما كانت تزعم إسرائيل.