دعا محلل سياسى إسرائيلى إلى محاكمة الدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، متهما إياه بالتواطؤ مع إيران فيما يتعلق ببرنامجها النووى، فيما نفى البرادعى هذه الاتهامات، ووصفها بأنها مجرد «أكاذيب».
دعا المحلل السياسى الإسرائيلى بن كسفيت إلى محاكمة الدكتور محمد البرادعى لضلوعه فى حماية البرنامج النووى الإيرانى على حد قوله - ووصفه بـ«المهرج المصرى»، واتهمه بأنه كان شريكا للنظام الإيرانى، خلال توليه رئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال «بن كسفيت» فى مقال بصحيفة «معاريف» الإسرائيلية إن البرادعى كان لديه طاقم من المحترفين وذوى الخبرة، زودوه بكل البيانات المطلوبة عن البرنامج النووى الإيرانى، «لكنه ببساطة راح يزيل ويعدل ويخفف الكثير من المعلومات، ومنح الإيرانيين وقتا ثمينا كانوا بحاجة إليه». وأضاف: «هذا الرجل، للأسف، حصل على جائزة نوبل للسلام، ويحشد قواه الآن لتقديم نفسه كمرشح لتولى رئاسة مصر، ولو كان هناك عدل فى هذا العالم، لكان من الواجب وضعه فى قفص لمحاكمته فى القاهرة أو أمام المحكمة الدولية».
ووصف المحلل الإسرائيلى البرادعى بأنه «مجرم»، وأشاد بجهاز الاستخبارات الإسرائيلية الذى تمكن من الحصول على المعلومات اللازمة لإزالة القناع المتلون عن وجهه. وتعرض البرادعى لهجوم آخر من صحيفة «جلوبال بوست» الأمريكية التى قالت إن التقرير الجديد الذى أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع ربما يجدد الانتقادات الموجهة له. وأضافت الصحيفة، فى تقرير لها الأربعاء، بعنوان: «هل كان البرادعى ليّنا جداً مع إيران؟»، أن تقرير الوكالة الذى سيقدم دلائل على أن الحكومة الإيرانية كانت أكثر نشاطا مما كان معتقداً فيما يتعلق بالسعى لإنتاج سلاح نووى، سيشعل الانتقادات الموجهة للبرادعى، وأشارت إلى أن برقية دبلوماسية أمريكية اتهمت البرادعى بأنه كان «ليّنا للغاية» مع إيران. وانتقدت الصحيفة إصرار البرادعى، خلال ولايته التى استمرت 12 عاماً فى الوكالة، على أن الأنشطة النووية الإيرانية لا تمثل أى تهديد واضح، وتأكيده مرارا أن الغرب يبالغ فى جدية التهديد الإيرانى. ورأت الصحيفة الأمريكية أن التقرير الجديد للوكالة الذرية حول إيران قد يؤدى إلى المزيد من تشويه صورة البرادعى لدى الكثيرين فى الغرب، لكنها استبعدت أن يؤثر على وضعه كمرشح رئاسى فى مصر، «لأن استطلاعاً حديثاً لوكالة (رويترز) للأنباء وضعه فى المرتبة السابعة بين المرشحين للرئاسة».
من جانبه، رفض الدكتور محمد البرادعى – فى تصريح خاص لـ«المصرى اليوم» - كل ما ينشر عن اتهامه بالتورط لحماية الملف النووى الإيرانى أثناء توليه رئاسة الوكالة، ووصفها بأنها «مجرد ادعاءات»، مؤكدا أنها «أكاذيب لا ترتقى إلى مستوى الرد أو التعليق».
وقالت رانيا أحمد، مدير المكتب الإعلامى للبرادعى، إن الجميع يعرف الدور الذى لعبه البرادعى خلال فترة توليه رئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذى تصدى فيه للضغوط الأمريكية والإسرائيلية.
من جهته، قال اللواء جمال مظلوم، المدير السابق لمركز دراسات القوات المسلحة، إن البرادعى لم يخف شيئا يتعلق بالبرنامج النووى الايرانى، ولو استطاع ذلك لما صمتت الدول الأعضاء فى الوكالة الدولية البالغ عددها 35 دولة، خاصة أمريكا، وأضاف: «لم يتعامل البرادعى مع الملف الإيرانى بليونة أو بهدوء بل تعامل معه بحسم، ووقت أن كان رئيسا للوكالة، قررت أمريكا فرض عقوبات على إيران، وبالتالى فإن اتهامه بحماية البرنامج النووى الإيرانى اتهام مضلل وفى غير محله».
واستبعد «مظلوم» أن يكون لدى أمريكا وإسرائيل معلومات تؤكد امتلاك إيران أسلحة نووية فى الوقت الحالى، ووصف الاتهامات الموجهة لإيران بأنها «اتهامات جزافية غير مؤكدة»، مشيرا إلى أنهم سبق أن قالوا بوجود أسلحة نووية فى العراق، ودخلوها واحتلوها ولم يجدوا بها شيئا. ونفى الدكتور محمد قدرى سعيد، الخبير الاستراتيجى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن يكون البرادعى قد تعامل مع الملف الإيرانى بلين أو أنه تجاوز عن مخالفات خاصة بامتلاك إيران أسلحة نووية، وأضاف: «هناك هجوم غير مبرر عليه، ويبدو أن مبررهم الوحيد أنه كان عربيا ومصريا، وكان من وجهة نظرهم متحيزا لإيران، ومنعهم من توجيه ضربة عسكرية لها»، واتهم الرئيس الحالى للوكالة الذرية - يابانى الجنسية - بالتحيز لموقف إسرائيل وأمريكا