قبل الثورة وبعدها، بقي محمود سعد الإعلامي الأكثر شعبيةً في مصر. إذ لم تكد تمرّ أيام قليلة على فسخ عقده مع قناة «التحرير» حتى تعاقد لمدة عام مع فضائية «النهار» التي انطلقت بعد «25 يناير». وفي حديث مع «الأخبار»، كشف الإعلامي الشهير أنه سيطلّ في برنامج «آخر النهار» ثلاثة أيام في الأسبوع، هي الخميس، والجمعة والسبت، على أن تكشف القناة لاحقاً عن أسماء مقدّمي البرنامج في باقي أيام الأسبوع. ومن المفترض أن تنطلق الحلقة الأولى مساء الخميس 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي. هكذا يعقد سعد حالياً جلسات عمل مع المخرج محمد شعبان ورئيسة تحرير البرنامج هبة شلبي ومدير البرامج في القناة إبراهيم حمودة بهدف الاستقرار على الشكل الأخير لـ«آخر النهار».
ومن المفترض أن يحافظ البرنامج على الفقرات الرئيسية التي اعتاد سعد تقديمها في برنامجه مثل الفقرة الإخبارية، والحوار الرئيسي، بالإضافة إلى فقرات جديدة لم يتابعها الجمهور من قبل، من بينها عرض تقارير تسلّط الضوء على واقع بعض المصريين الذين يعيشون ظروفاً مالية أو اجتماعية صعبة. ويراهن سعد على جمهور الإجازات الأسبوعية الذي لم يعتد مشاهدة برامج الـ«توك شو» في عطلة نهاية الأسبوع.
وكان سعد قد أنهى تعاقده ودياً مع قناة «التحرير» وملاكها الجدد بعد أزمة عابرة أدت إلى استقالته من القناة على الهواء مباشرة بعد مغادرة بلال فضل للمحطة نفسها. ثم لحق بهما بعد ذلك عمرو الليثي لتستعين المحطة بالإعلامية دينا عبد الرحمن لتقديم برنامج جديد إلى جوار برنامج «في الميدان» الذي يقدمه حالياً إبراهيم عيسى ومعتز بالله عبد الفتاح، و«قلم رصاص» لحمدي قنديل.
أما قناة «النهار»، فتعاني منذ انطلاقها من غياب برنامج «توك شو» رئيسي قادر على جذب الجمهور. وجاء التعاقد مع محمود سعد كبداية على ما يبدو لتعويض النقص في هذا المجال، وخصوصاً مع عودة المفاوضات من جديد بين «النهار» ومحمد الأمين صاحب مجموعة قنوات «سي. بي. سي.» الذي كان من المفترض أن يشتري 85 في المئة من أسهم القناة. لكن الصفقة لا تزال متعثرة حتى الساعة. و«النهار» هي ثالث شاشة يطل من عليها محمود سعد خلال سنة واحدة؛ إذ بدأ عامه على «التلفزيون المصري» مع برنامج «مصر النهاردة». وتوقف خلال الثورة ثم عاد من جديد إلى الشاشة الرسمية، لكنه غادرها سريعاً عندما رفض إجراء حوار معدّ مسبقاً مع أحمد شفيق رئيس وزراء مصر السابق. هكذا انضمّ إلى قناة «التحرير» لأشهر عدّة، ووصل أخيراً إلى قناة «النهار».
يُذكَر أن سعد كان قد تعرّض لهجوم عنيف بعد الثورة مباشرة عندما كشف وزير الإعلام السابق أنس الفقي عن الأجر الضخم الذي كان الإعلامي المصري يتقاضاه من «التلفزيون المصري». لكن هذه الحملة لم تؤثرّ على القنوات والوكالات الإعلانية الراغبة في التعاقد مع أكثر الإعلاميين شعبية في مصر خلال السنوات العشر الأخيرة.