نفى جونتر نوكه المبعوث الخاص للمستشارة الألمانية لمجموعة الثمانية وأفريقيا -والذى يزور مصر حاليا- وجود أجندة خفية لألمانيا فى دعمها لثورات الربيع العربى، وأنها تهتم بتعزيز المبادئ الهامة مثل سيادة القانون والانفتاح واحترام حقوق الإنسان، ولا تهتم بفوز حزب معين فى الانتخابات، وقال: "إن ما نهتم به هو تحقيق الاستقرار فى منطقة البحر المتوسط والعالم العربى وهذا الاستقرار يأتى من خلال اختيار الشعوب وليس الحكام ولا القوى الخارجية".
وأضاف فى تصريحات اليوم الخميس، أن مصر تعد دولة محورية فى التطورات الجارية فى منطقة الشرق الأوسط ولها تأثير كبير فى العالم الإسلامى، مؤكدا أن موقف بلاده هو دعم مطالب الثورة وحقها فى التظاهر السلمى للشعب المصرى، ورفضها للنظام السابق الذى تحدى شعبه ومنعه من التظاهر.
وعن الإخوان المسلمين، أكد نوكه أن بلاده والدول الأوروبية مستعدة للتعاون مع الإخوان المسلمين إذا فازوا فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، وأنها لا تعتبر تولى حزب إسلامى البلاد مشكلة، مضيفا أن الأكثر أهمية هو مدى استخدام الأغلبية فى البرلمان للقوة الجديدة فى وضع سياسيات خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان ومكافحة الفساد وتعزيز الاستثمار الخاص وضمان المحاسبية.
وقال، إن بلاده تحترم قرار الشعب المصرى فى الانتخابات المقبلة، وأن الأوروبيين خاصة الألمان لا يسعون إلى تقديم النصيحة أو التدخل فى مصر، مشيرا إلى أنه لا يعتبر الإخوان المسلمين حركة أصولية، مؤكدا أهمية توفير المعلومات وفتح الحوار بين الأحزاب والسياسيين فى الفترة ما الانتخابات حول تحديد السياسيات المقبلة وكيفية التعامل مع التحديات، معربا عن أمله فى مشاركة الأحزاب الليبيرية فى هذه المناقشات وألا تقتصر على الأحزاب التى حصلت على الأغلبية.
وذكر نوكه أنه أجرى خلال زيارته الحالية للقاهرة مباحثات مع المسئولين المصريين وممثلى المجتمع المدنى، بهدف التعرف على الأوضاع الداخلية فى هذه النقطة الفارقة التى تعيشها مصر قبل إجراء الانتخابات البرلمانية، وتحديد الاحتياجات التنموية التى تحتاجها البلاد فى الفترة المقبلة.
وأفاد بأن الانتخابات الديمقراطية ليست هامة فى حد ذاتها، ولكن الأكثر أهمية هو صياغة دستور جديد يحترم حقوق الإنسان الأساسية الذى يأتى فى إطار الالتزامات الدولية لمصر فى هذا الصدد، موضحا أن الحكومة الألمانية تقدم الدعم لمنظمات المجتمع المدنى من خلال المؤسسات الألمانية، بينما وفرت وزارة التعاون الاقتصادى والتنمية الألمانية تمويلا يقدر بنحو 30 مليون يورو لبناء القدرات المؤسسة لحركات الحريات المدنية فى كل من مصر وتونس.
وأوضح بأن دعم منظمات المجتمع المدنى فى مصر يستهدف تعزيز الاستقرار فى مصر وليس زعزعته، مشيرا إلى أن الهدف من الدعم ليس التدخل وإنما حماية حقوق الإنسان، لافتا إلى أن الانتخابات المقبلة وما بعدها ستكون فترة هامة لتعزيز التعاون بين الأوروبيين ومصر ودول شمال أفريقيا، وأفاد بأن أن قمة دول الثمانية قررت توفير 38 مليار دولار لدعم ثورات الربيع العربى، وإقامة مشروعات تنموية وبناء القدرات، مضيفا أن تقديم هذه المبالغ مرهون بمدى تحقيق التقدم فى المجال الديمقراطى واحترام حقوق الإنسان.
وعن التطورات الجارية فى تونس وليبيا، قال إن التحدى الذى يواجه تونس بعد إجرائها مؤخرا انتخابات حرة ونزيهة هو وضعها لسياسيات تحترم حقوق الإنسان وسيادة القانون، وهذه المسئولية لا تقع فقط على عاتق الحكومة، ولكن الشعب لتحقيق الازدهار فى تونس.
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبى يجرى مناقشات حول دعم ليبيا فى المرحلة الانتقالية، وضخ استثمارات جديدة، تعد عنصرا هاما لتحقيق الاستقرار بها، مضيفا أن الوضع فى ليبيا يختلف عن مصر، حيث يوجد بها نظام قبلى.
وعن دور مجموعة الثمانية ومجموعة العشرين فى النظام العالمى الجديد، أوضح نوكه أن جميع المسئولين يبذلون ما فى وسعهم لاحتواء الأزمة المالية العالمية، وأزمة الديون فى بعض الدول الأوروبية، مشيرا إلى أن اجتماعات اليوم لمجموعة العشرين فى مدينة كان الفرنسية ستبحث أزمة منطقة اليورو